صيد الخاطر لأبن
قيم الجوزيه
أستفت
قلبك
أمكنني تحصيل شيء من الدنيا بنوع
من أنواع الرخص ، فكنت
كلما حصل شيء منه ،
فأتني من قلبي شيء ، و كلما
استنارت لي طريق التحصيل ، تجدد
في قلبي ظلمة .
فقلت
يا نفس السوء ـ الإثم جواز القلوب ـ
و قد قال استفت
قلبك فلا خير في الدنيا كلها إذا كان في القلب من تحصيلها شيء أوجب
نوع كدر .
و
إن الجنة لو حصلت بسبب يقدح في الدين أو في المعاملة ما لذت
،
و النوم
على المزابل
مع سلامة القلب من الكدر ألذ من تكآت الملوك .
و ما زلت أغلب نفسي تارة
و تغلبني
أخرى ،
ثم تدعي الحاجة إلى تحصيل ما
لا بد لها منه .
و تقول : فما أتعدى
في الكسب
المباح في الظاهر.
فقلت
لها : أو ليس الورع يمنع من هذا ؟ قالت : بلى .
قلت
: أليست القسوة في القلب تحصل به ؟ قالت : بلى .
قلت
: فلا خير لك
في شيء هذا ثمرته .
فخلوت
يوماً بنفسي فقلت لها : ويحك اسمعي أحدثك :
إن
جمعت شيئاً من الدنيا من وجه فيه شبهة أفأنت على يقين من إنفاقه
؟
قالت : لا .
قلت
: فالمحنة أن يحظي به الغير و لا تنالين إلا الكدر العاجل ،
و الوزر
الذي لا يؤمن .
و
يحك ، أتركي هذا الذي يمنع منه الورع لأجل الله فعامليه
بتركه .
كأنك
لا تدرين ألا تتركي إلا ما هو محرم فقط أو مالا يصح وجهه.
أو
ما سمعت أن من ترك شيئاً الله عوضه الله خيراً منه ؟
أما
لك عبرة
في أقوام جمعوا فحازه سواهم ، و أملوا فما بلغوا مناهم ؟
كم
من عالم جمع
كتباً كثيرة ما انتفع بها .
و
كم من منتفع ما عنده عشرة أجزاء .
و
كم من طيب العيش لا يملك دينارين .
و
كم من ذي قناطير منغص .
أما
لك فطنة تتلمح أحوال من يترخص من وجه فيسلب منه من أوجه
؟
ربما نزل
المرض بصاحب الدار أو ببعض من فيها فأنفق في سنته أضعاف ما ترخص في
كسبه ،
و المتقي
معافى .
فضجت
النفس من لومي و قالت : إذا لم أتعد واجب الشرع فما الذي
تريد مني ؟
فقلت
لها : أضن بك عن الغبن و أنت أعرف بباطن أمرك .
قالت
: فقل لي ما أصنع ؟
قلت
: عليك بالمراقبة لمن يراك ،
و مثلي نفسك
بحضرة معظم من الخلق فإنك بين يدي الملك الأعظم يرى من باطنك
ما لا يراه المعظمون
من ظاهرك .
فخذي
بالأحوط ، و احذري من الترخص في بيع اليقين ، و التقوى
بعاجل الهوى .
فإن
ضاق الطبع مما تلقين فقولي له : مهلاً ، فما انقضت مدة
الإشارة ،
و الله مرشدك إلى التحقيق ، و
معينك بالتوفيق [size=12] .
قيم الجوزيه
أستفت
قلبك
أمكنني تحصيل شيء من الدنيا بنوع
من أنواع الرخص ، فكنت
كلما حصل شيء منه ،
فأتني من قلبي شيء ، و كلما
استنارت لي طريق التحصيل ، تجدد
في قلبي ظلمة .
فقلت
يا نفس السوء ـ الإثم جواز القلوب ـ
و قد قال استفت
قلبك فلا خير في الدنيا كلها إذا كان في القلب من تحصيلها شيء أوجب
نوع كدر .
و
إن الجنة لو حصلت بسبب يقدح في الدين أو في المعاملة ما لذت
،
و النوم
على المزابل
مع سلامة القلب من الكدر ألذ من تكآت الملوك .
و ما زلت أغلب نفسي تارة
و تغلبني
أخرى ،
ثم تدعي الحاجة إلى تحصيل ما
لا بد لها منه .
و تقول : فما أتعدى
في الكسب
المباح في الظاهر.
فقلت
لها : أو ليس الورع يمنع من هذا ؟ قالت : بلى .
قلت
: أليست القسوة في القلب تحصل به ؟ قالت : بلى .
قلت
: فلا خير لك
في شيء هذا ثمرته .
فخلوت
يوماً بنفسي فقلت لها : ويحك اسمعي أحدثك :
إن
جمعت شيئاً من الدنيا من وجه فيه شبهة أفأنت على يقين من إنفاقه
؟
قالت : لا .
قلت
: فالمحنة أن يحظي به الغير و لا تنالين إلا الكدر العاجل ،
و الوزر
الذي لا يؤمن .
و
يحك ، أتركي هذا الذي يمنع منه الورع لأجل الله فعامليه
بتركه .
كأنك
لا تدرين ألا تتركي إلا ما هو محرم فقط أو مالا يصح وجهه.
أو
ما سمعت أن من ترك شيئاً الله عوضه الله خيراً منه ؟
أما
لك عبرة
في أقوام جمعوا فحازه سواهم ، و أملوا فما بلغوا مناهم ؟
كم
من عالم جمع
كتباً كثيرة ما انتفع بها .
و
كم من منتفع ما عنده عشرة أجزاء .
و
كم من طيب العيش لا يملك دينارين .
و
كم من ذي قناطير منغص .
أما
لك فطنة تتلمح أحوال من يترخص من وجه فيسلب منه من أوجه
؟
ربما نزل
المرض بصاحب الدار أو ببعض من فيها فأنفق في سنته أضعاف ما ترخص في
كسبه ،
و المتقي
معافى .
فضجت
النفس من لومي و قالت : إذا لم أتعد واجب الشرع فما الذي
تريد مني ؟
فقلت
لها : أضن بك عن الغبن و أنت أعرف بباطن أمرك .
قالت
: فقل لي ما أصنع ؟
قلت
: عليك بالمراقبة لمن يراك ،
و مثلي نفسك
بحضرة معظم من الخلق فإنك بين يدي الملك الأعظم يرى من باطنك
ما لا يراه المعظمون
من ظاهرك .
فخذي
بالأحوط ، و احذري من الترخص في بيع اليقين ، و التقوى
بعاجل الهوى .
فإن
ضاق الطبع مما تلقين فقولي له : مهلاً ، فما انقضت مدة
الإشارة ،
و الله مرشدك إلى التحقيق ، و
معينك بالتوفيق [size=12] .